/

مقالات ودراسات

أحــوال المربيــن

في سنغافـورة:يتاح للمعلـم اختيـار الكتاب المدرسي


ما إن تضع قدميك على أرض مطار سنغافورة؛ حتى يتكون لديك انطباع فوري بأن ثمة تجانساً كاملاً في التعامل والعواطف والسلوك وعشق الوطن، ويغمرك إحساس بأنك تنتقل إلى مجتمع طوباوي، وأن هذا المجتمع لا يعدو أن يكون (يوتوبيا) بالفعل في عصر اتصفت فيه شعوب كثيرة بالفوضى، وبالتمرد على قوانين مجتمعاتها وتقاليدها وقيمها الراسخة، وشابت علاقات أفرادها الاجتماعية صدوع وشروخ يصعب رأبها.

المجتمع السنغافوري متماسك ومتناسق وشامخ مثل (البرج التوأم)، العلاقات الإدارية والاقتصادية وقيم العمل تدور بدقة متناهية، العلاقات الاجتماعية أنموذج رائع للاحترام والانضباط والانتظام. الفرد في المجتمع ترس يتكامل مع بقية التروس، وأي خلل في ترس واحد يؤثر في المنظومة برمتها، ولذلك فإن الحرص على تلافي العطب مسؤولية الجميع، والاهتمام المتكامل يشمل كل أفراد المجتمع: تعليماً وتثقيفاً وصحة ومعيشة ورفاهية... بيئة نظيفة، خضراء وجميلة، تأسر الزائر من أول وهلة، وتستحوذ عليه تماماً.ويعد نظام التعليم من أبرز ملامح التقدم الاجتماعي في سنغافورة، ويقف هذا النظام شامخاً، متحدياً ذاته، ويشير إلى نفسه بفخر واعتزاز، ولاغرو فهو مَعْلَمٌ؛ بل وعَلَم على سارية النظم التعليمية العالمية قاطبة. واكتسب شموخه وتطوره من درجات الاهتمام العليا التي يحظى بها على الدوام، ومن بؤرة التركيز الذي تخصُّه به الدوائر والأجهزة المعنية والمسؤولة في الدولة، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطورات النوعية العالمية في هذا المجال؛ إن لم يسبقها ويتفوق عليها.نظام التعليمتقف في أعلى هرم التعليم بسنغافورة: وزارة التربية، ومنوط بها إدارة كل مؤسسات التعليم؛ حكومية كانت أو متخصصة أو عليا. والتعليم عموماً غير إلزامي، ويختلط الجنسان في جلّ المدارس. ويبلغ عدد المؤسسات التعليمية جميعها: (363 مؤسسة، منها 196 مدرسة ابتدائية، 147 مدرسة ثانوية، 14 كلية متوسطة وأربعة معاهد علمية وجامعتان).ويبدأ التعليم بالمرحلة التي تسبق سن المدرسة، أي رياض الأطفال، وبعدها ينتظم الأطفال في مدارس التعليم العام لمدة عشر سنوات؛ مجزأة بين: ابتدائي لمدة ست سنوات، تليها مرحلة ثانوية لمدة أربع سنوات، ثم ينتقلون إلى التعليم المتوسط؛ ليقضوا في قاعات كلياته عامين دراسيين.وتشكل مرحلة ما قبل المدرسة أولى درجات السلّم الدراسي، ولا تدخل هذه المرحلة ضمن منظومة التعليم النظامي الحكومي، ولكنها تدخل تحت مظلة إشراف الوزارة، وتتولى إدارتها مؤسسات تعليمية واجتماعية وإدارية مختلفة ضمن نشاطاتها الخدمية التي تخص بها المجتمع. وتموّل رياض الأطفال برامجها من عائدات الرسوم الدراسية التي يدفعها أولياء الأطفال؛ نظير الخدمات التعليمية التي يتلقاها أبناؤهم في الفئة العمرية من 3 سنوات إلى 5 سنوات. وتستهدف هذه المرحلة ـ كما في معظم دول العالم ـ تغذية الطفل بسلوكيات التعليم، وإكسابه بعض المهارات الأساسية التي تعد لبنة للمراحل التي تليها، فيتعلم الطفل النظام وكيفية التعامل مع الأدوات الدراسية ومع معلميه، وتعمل معظم رياض الأطفال على فترتين يومياً، وتنقسم برامجها التعليمية إلى ثلاثة مستويات هي: الحضانة، روضة الأطفال الأولى وروضة الأطفال الثانية، ويدرس الطفل لغته الأم (الصينية أو المالاوية أو التأميلية) بجانب اللغة الإنجليزية، ويتعلم مبادئ الحساب والعلوم والموسيقا والفنون وبعض المهارات الأخرى والألعاب.وتتوازى مع رياض الأطفال مراكز تعليم الطفل التي تقدم برامجها وخدماتها تحت إشراف وزارة تنمية المجتمع، وهي غالباً ما تلحق بأماكن عمل الأمهات لتحفيزهن على الانخراط في نظام الدوام الكامل. وتتعهد هذه المراكز برعاية الأطفال وتعليمهم.المرحلة الابتدائيةتشكل المرحلة الابتدائية نواة التعليم النظامي، وهي للفئة العمرية من 6 سنوات إلى 11 سنة، وتنقسم بدورها إلى مرحلتين: أساسية مدتها أربع سنوات، وتمهيدية مدتها عامان. وتضم الأساسية أربعة صفوف من الأول إلى الرابع؛ يدرس التلميذ خلالها: اللغة الإنجليزية وإحدى اللغات الأم بجانب الرياضيات. وفي نهاية الصف الرابع يجرى تقويم التلاميذ من أجل توجيههم للالتحاق بالشعبة التي تناسب قدراتهم في المرحلة التالية؛ أي مرحلة التمهيد أو التهيئة. وهذه المرحلة قاصرة على صفين فقط، هما: الخامس والسادس، ومنها ينخرط الطالب في دراسة إحدى ثلاث شعب أساسية في اللغتين الإنجليزية والأم؛ بحسب استعداداته وإمكاناته وما يتناسب مع قدراته، وهي:ü شعبة اللغة الإنجليزية واللغة الأم؛ لغتان أوليتان، وتتميز الدراسة في هذه الشعبة بأنها على مستوى عالٍ ولذلك ينشدها المتفوقون والمتميزون.ü الإنجليزية لغة أولى، والأم لغة ثانية. وتتجه غالبية الطلاب إلى هذه الشعبة.ü الإنجليزية لغة أولى، واللغة الأم اللفظية والشفوية، وتلتحق بها الأقلية ذات القدرات الأقل درجة.وتوجد علاوة على ذلك شعبة: الأم لغة أولى، والإنجليزية الشفوية واللفظية، وفيها يتلقى التلاميذ دروساً على مستوى عالٍ في اللغة الأولى ثم الثانية الشفوية.وتوضع مناهج التعليم الابتدائي محلياً، وتتركز الدراسة في الصفوف الأربعة الأولى على اللغة الإنجليزية وإحدى اللغات الأم والرياضيات، ويبلغ عدد الحصص الأسبوعية 47 حصة، مدة الواحدة منها نصف ساعة، بينما يبلغ عددها في مرحلة التهيئة 49 حصة؛ يتلقى فيها الطالب تعليماً في اللغتين الإنجليزية والأم وفقاً للشعبة التي تناسبه، علاوة على دراسة التربية الوطنية والأخلاقية، وبعض الهوايات والفنون والتربية الصحية والرياضية. وفي الصفوف الأربعة الأولى؛ يخصص 33% من وقت الدراسة للغة الإنجليزية، 27% للغة الأم، 20% للرياضيات، و20% للمواد الأخرى.ويعقد في نهاية المرحلة الابتدائية امتحان: (إكمال التعليم الابتدائي) لجميع الطلاب على مستوى البلد، والناجحون فيه يتأهلون للالتحاق بالتعليم الثانوي.التعليم الثانويوهي المرحلة التي تلي الابتدائية، وفيها يلتحق الطالب بالبرنامج الأكاديمي الذي يناسب قدراته ومهاراته وميوله. وتنقسم برامج هذه المرحلة إلى أربعة، يختلف كل منها عن الآخر، وترتبط مدة الدراسة بنوع البرنامج، ولذلك فهي تتفاوت ما بين أربع سنوات إلى خمس سنوات. وهذه البرامج هي:أولاً: الخاص، وهو متاح فقط لمن حققوا أعلى درجات التفوق والتميز الأكاديمي في اللغة، ولا تتجاوز نسبة القبول فيه 10% من بين هؤلاء الطلاب. ويدرس الطالب لمدة أربع سنوات؛ يتأهل بعدها إلى اجتياز امتحان الشهادة العامة للتعليم. ثانياً: السريع، ويستوعب هذا البرنامج نصف طلبة التعليم الابتدائي، ومدته أربع سنوات أيضاً؛ يدرس خلالها الطلاب الإنجليزية لغة أولى، وإحدى اللغات الأم لغة ثانية، ويؤهل كذلك إلى امتحان الشهادة العامة للتعليم (المستوى العادي). ثالثاً: العادي الأكاديمي، ويلتحق به من خمس إلى ربع خريجي المرحلة الابتدائية الذين يتمتعون بقدرات أقل من زملائهم في البرنامج السريع، ومدته أربع سنوات، ويؤهل الطالب لامتحان الشهادة العامة للتعليم (N-Level)، ولكن يمكنه دراسة سنة إضافية تؤهله لامتحان المستوى العادي (O-Level). رابعاً: العادي الفني، ويتجه إليه حوالي 10 إلى 15% من المتخرجين في الابتدائية، ومدته أربع سنوات يتمكن خلالها الطالب من إجادة اللغة الإنجليزية، ورفع قدراته في الرياضيات، ويتعلم كيفية التعامل مع الحاسوب، ويؤهل لامتحان مستوى (N-Level)، أو المستوى العادي بعد دراسة سنة إضافية مثل البرنامج العادي الأكاديمي. وغالباً ما يتجه طلاب هذا البرنامج إلى التعليم الفني والمهني في المعاهد المختصة، أو التجارية.الكليات المتوسطةمدتها عامان، وينتقل إليها الراغبون في مواصلة دراستهم الأكاديمية من الناجحين في الشهادة العامة للتعليم (المستوى العادي (A-Level) الذي يؤديه كل طلاب الكليات المتوسطة للقبول بالجامعة، ومن يحصل على تقدير جيد يتأهب لدخول الجامعة. وتتصف الكليات المتوسطة بمرونتها وبحصص التعليم الذاتي وبفرصته في التخصص وإجراء البحث في المادة بعمق وتركيز. ويدرس الطالب في الكلية دراسات عامة بجانب إحدى اللغات الأم، ويمكن أن يختار إحدى المجموعات الثلاث التالية في المستوى المتقدم: ü العلوم: رياضيات ورياضيات إضافية، فيزياء، كيمياء، أحياء، اقتصاد وعلوم حاسب.ü الآداب: رياضيات، أدب إنجليزي، تاريخ، جغرافيا، اقتصاد، مسرح وفنون.ü التجارة: رياضيات، اقتصاد مبادئ المحاسبة، إدارة الأعمال، أدب إنجليزي، تاريخ وجغرافيا.ويؤدي الطلاب امتحاناً في المواد التي يختارونها، وتقدم لهم كذلك مواد اختيارية كاللغات: الفرنسية، الألمانية، الصينية العالية واليابانية، وذلك علاوة على الفنون والموسيقا.التعليم العاليتقف جامعتا سنغافورة الوطنية، وناينانج للتكنولوجيا، على رأس قائمة التعليم العالي، ويتأهل للالتحاق بهما أصحاب الأداء الأكاديمي المتميز في الشهادة العامة للتعليم. وتعد جامعة سنغافورة من أكبر الجامعات وأعرقها، وتضم:ü ثماني كليات وخمسين دائرة تمنح درجة البكالوريوس في عدد من التخصصات، بجانب درجة عليا في الفنون والعلوم الاجتماعية والهندسة المعمارية وإدارة المباني والممتلكات وإدارة الأعمال والقانون والعلوم والهندسة والطب وطب الأسنان.ü أربع مدارس تمنح شهادات عليا فوق الجامعية؛ في تخصصات: الطب، طب الأسنان، الإدارة والهندسة.ü ثلاثة معاهد متقدمة تعنى بمجالات البحوث والتطوير في تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والتقنيات العضوية والإلكترونية المصغرة.أما بالنسبة إلى جامعة ناينانج للتكنولوجيا؛ فقد ظهرت إلى الوجود في شهر يوليو من عام 1991م، وهي جامعة حديثة، تعنى بتخصصات: الهندسة المدنية والإنشائية، الهندسة الكهربائية والإلكترونية، الهندسة الميكانيكية والإنتاجية، المحاسبة والأعمال، العلوم التطبيقية، ولكل تخصص من هذه التخصصات الخمسة مدرسة خاصة به؛ بينما توجد أربع مدارس أخرى تتبع المعهد الوطني للتربية، وهي مدارس: العلوم، الآداب، التربية، والتربية البدنية.التعليم الفني والمهنييدخل هذا النوع من التعليم في البرنامج العادي (الفني) بالمدارس الثانوية؛ حيث يدرس الطالب بشيء من التركيز المواد الفنية، ويتعلم كيفية استخدام الحاسوب. وتتاح للطلاب كذلك فرصة الالتحاق بالمعاهد الفنية (البوليتكنيك) التي تطرح برنامجها على جزأين، اليوم الكامل والدراسة الجزئية. وفي الجزء الأول ينخرط الطالب في الدراسة لمدة ثلاث سنوات يحصل بعدها على درجة الدبلوم، أو على الشهادة بعد عامين. وتركز معاهد البوليتكنيك على التطبيقات والتدريبات داخل معاملها وورشها أو خارجها في ميادين العمل والإنتاج الصناعي ومواقع الأنشطة التجارية. وتشمل تخصصاتها ومساقاتها الدراسية مجالات التقنيات الزراعية، التقنية العضوية، الهندسة، بناء السفن والبنوك التجارية.أما برامج التدريب الفني الأخرى، فيدرسها الطالب في معاهد مجلس التنمية الاقتصادية المعروفة هناك، مثل: المعهد الفرنسي، المعهد الألماني، المعهد الفني الياباني. وتتولى هذه المعاهد تدريب الطلاب في مجالات: تصميم برمجيات الحاسوب، المعالجات المصغرة، تطبيقات الحاسب، التكنولوجيا الصناعية وغيرها.التعليم غير النظاميامتد نشاط القطاع الخاص في سنغافورة إلى الاستثمار في مجال التعليم مثل غيره في جلّ دول العالم، واستهدف في هذا الجانب: إنشاء مؤسسات تعليمية وإدارتها على أساس تجاري وربحي. ودخلت كذلك في هذا النشاط التربوي والتعليمي بعض المنظمات غير الربحية: دينية كانت أو اجتماعية. وتلتزم جميع مؤسسات التعليم غير الرسمي بالأنظمة الخاصة ببرامج هذا النوع من التعليم التي تحددها وزارة التربية، بينما تترك للقطاع الخاص والمنظمات المعنية مهمة وضع معايير القبول في مدارسها وأنظمة التسجيل الخاصة بها.كما تدخل في مظلة التعليم غير الرسمي: المدارس التكميلية التي تنشئها وتديرها المجتمعات الفنلندية، النرويجية، السويدية والإيطالية. وتقتصر برامج هذه المدارس عادة على عطلات نهاية الأسبوع، وفيها يلتحق الطلاب بدورات قصيرة في اللغة ودراسة أنماط الحياة الثقافية للمجتمع المعني.العام الدراسي والمناهجيبدأ العام الدراسي في شهر يناير من كل عام، وينقسم إلى أربعة فصول، مدة كل واحد منها عشرة أسابيع. ويتمتع الطلاب بعطلة لمدة أسبوع واحد خلال الفصلين الثاني والثالث، ثم عطلة لمدة شهر في منتصف العام الدراسي، وشهر ونصف الشهر تقريباً في نهاية العام. ويبدأ اليوم الدراسي ـ وفق التقويم المعتاد ـ في الساعة السابعة والنصف صباحاً للفترة الأولى التي تمتد إلى الواحدة بعد الظهر، بينما تبدأ الفترة الثانية في الساعة الواحدة، وتنتهي في السادسة والنصف مساءً.أما المناهج فتقع ضمن مسؤوليات القسم الفني بوزارة التربية ومهماته، فهو مسؤول عن مراجعتها وتعديلها وفق معطيات العصر، وبما يتناسب مع متطلبات التنمية في كل مساراتها. ويُعنى كذلك بتحديد المقررات الأساسية والاختيارية في كل مدارس البلاد، مع إعداد توصيف لها، وبيان لأهدافها، وتوجيهات ومقترحات حول طرائق تدريسها. وفي هذا المنحى تتاح للمعلمين حرية اختيار المقررات التي تلبي احتياجات طلابهم، مع الاستئناس بشروحات معهد تطوير المناهج التي يزودهم بها حول الاستخدام المناسب للمواد قبل تطبيقها، وعلاوة على هذا يتولى المعهد تدريب المعلمين ـ قبل الخدمة وفي أثنائها ـ فيما يتعلق بالمناهج المستحدثة بغرض مساعدتهم في استيعاب التغييرات التي طرأت عليها. وبخصوص مناهج التعليم الثانوي؛ فإن طلاب الصفين الأول والثاني في البرنامجين الخاص والسريع يدرسون منهجاً مشتركاً في: اللغة الإنجليزية، إحدى اللغات الأم، الرياضيات، العلوم العامة، الأدب، التاريخ، الجغرافيا، الفنون والحرف، التصميم والتكنولوجيا أو الاقتصاد المنزلي، ويؤدي الطلاب امتحاناً في كل هذه المواد. وبالإضافة إلى ذلك يدرسون مواد تثقيفية وتأهيلية دون أن يقوّموا بامتحان في نهايتها، وتشمل: التربية الوطنية والأخلاقية، التربية الرياضية، الموسيقا. وتتاح للطالب المتفوق أو المتميز فرصة اختيارية لدراسة لغة ثانية كالفرنسية أو الألمانية أو المالاوية. وفي الصفين الثالث والرابع: يدرس الطالب مواد أساسية تشمل: اللغة الإنجليزية، إحدى اللغات الأم، مادة علمية وأخرى في العلوم الإنسانية. وتتهيأ له بجانب ذلك أربع مواد اختيارية تناسب قدراته واهتماماته.أما طلبة الصفين الأول والثاني في البرنامج العادي؛ فيدرسون المواد نفسها التي يدرسها رصفاؤهم في البرنامجين الخاص والسريع؛ بينما يدرس طلاب الصفين الثالث والرابع (والخامس لمن يدرسون سنة إضافية) اللغة الإنجليزية وإحدى اللغات الأم والرياضيات كمواد أساسية من ضمن مجموعة من المواد في العلوم الإنسانية والعلوم والمواد العملية الأخرى. وتكاد المواد تتشابه في البرنامج العادي مع نظيراتها في البرامج الأخرى مع اختلافات غير جوهرية؛ إذ يدرس طلاب الصفين الأول والثاني في هذا البرنامج ـ بجانب المواد الأساسية ـ تطبيقات الحاسوب والعلوم والدراسات الفنية والاقتصاد المنزلي، ويجلسون للامتحان فيها، بخلاف الدراسات الاجتماعية والفنون والحرف والتربية الوطنية والأخلاقية والرياضية فيدرسونها دون أن يخضعوا لاختبار تقويمي. ويدرس طلاب الصفين الأخيرين في المستوى الأساسي: الإنجليزية وإحدى اللغات الأم، بجانب الرياضيات وتطبيقات الحاسوب، مقررات أساسية، ويلحقونها بثلاث مواد اختيارية تشمل: الدراسات، أو التصميم والتكنولوجيا، العلوم، الغذاء والتغذية، الأزياء والأنسجة، الفنون والحرف والإدارة المكتبية. ويؤدي الطلاب امتحاناً في جميع هذه المواد، ويواصلون دراسة التربية الوطنية والأخلاقية، التربية الرياضية والموسيقا دون أداء اختبار فيها.نظام التقويم والاختباراتتقويم الطلاب في جميع المدارس عبر الاختبارات من مسؤوليات فرع الاختبارات التابع لقسم البحوث والاختبارات بوزارة التربية. ويشمل التقويم: امتحان التعليم الابتدائي، شهادة سنغافورة ـ كمبردج العامة للتعليم (امتحان المستوى العادي Normal Level)، شهادة سنغافورة ـ كمبردج العامة للتعليم (امتحان المستوى العادي Ordinary Level)، شهادة سنغافورة ـ كمبردج العامة للتعليم (امتحان المستوى المتقدم Advanced Level). وامتحانات المستويات الثلاثة هذه تعقدها وزارة التربية بالاشتراك مع نقابة الامتحانات المحلية بجامعة كمبردج، وهي امتحانات وطنية سنوية. وبجانب ذلك تجري المدارس تقويماً مستمراً في مقرراتها الأكاديمية وأنشطتها التي تقع خارج المنهج؛ سواء بصفة شهرية أو في منتصف العام أو في نهايته.مدارس التربية الخاصةيلتحق جل الطلاب المعوقين بمدارس التربية الخاصة التي تشرف عليها الوزارة، وتديرها منظمات الرعاية التطوعية ضمن هيئة تنسيق ثلاثية تضم ممثلين آخرين عن الوزارة وأولياء أمور الطلاب، وتتولى الوزارة تمويل هذه المدارس مع المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية. ويحدد استعداد المعوق ونوع إعاقته إمكانية دمجه في المدارس العادية. أما العاجزون عن الاندماج فتقدم لهم المدارس المعنية برامج خاصة تتناسب مع كل فئة، وتستهدف تطوير إمكاناتهم الجسمية والعقلية، وتهيئتهم للاندماج في مجتمعهم وإعدادهم للتعليم العالي، وللإسهام كأعضاء منتجين في قطاعات العمل التي تتوافق مع مؤهلاتهم ونوع إعاقتهم. وعلاوة على الدراسة المنتظمة يتلقى المعوقون مساعدات ودورات تدريبية يعقدها اختصاصيون في الدراسات الاجتماعية وعلم النفس وعلاج النطق والعلاج الطبيعي. وتتاح فرصة الالتحاق بالمدارس الثانوية العادية للناجحين منهم في امتحان إكمال التعليم الابتدائي، أما أولئك الذين يتخرجون في مدارس التربية الخاصة؛ فالباب مفتوح أمامهم للحصول على التعليم والتدريب المناسبين في مراكز التدريب والورش الحرفية والصناعية التي تنشئها المنظمات التطوعية.برامج التربية الخاصةتختلف برامج التربية الخاصة حسب نوع الإعاقة ودرجات الاستعداد، وتنقسم هذه المدارس إلى:ü مدارس الأطفال دون المستوى تربوياً: وهي أربع مدارس فقط؛ يتجه إليها من تنحصر معدلات ذكائهم بين 50 درجة إلى 70 درجة من الفئة العمرية 6 سنوات إلى 16 سنة، ويتعلمون فيها القراءة والكتابة والحساب والاتصال والمهارات الاجتماعية، والفرصة مهيأة لهؤلاء لمواصلة تعليمهم في المدارس العليا حتى سن الثامنة عشرة في برامج معينة تؤهلهم للحصول على وظائف بسيطة.ü مدارس المتخلفين عقلياً: وهي الفئة العمرية من 4 سنوات إلى 18 سنة من ذوي الإعاقات العقلية الذين تقل درجة ذكائهم عن 50 درجة، وعددها خمس مدارس تتبع منهجاً يتوافق مع احتياجات طلابها الخاصة؛ يشمل: القراءة، الكتابة، الحساب، المهارات الاجتماعية والاعتماد على النفس، ويؤهلهم هذا المنهج إلى الأعمال البسيطة. أما أصحاب الإعاقات الشديدة، فينتظمون في صفوف خاصة يتدربون فيها على المهارات الأساسية التي تعينهم في الاعتماد على النفس، وعلى تنمية لغتهم، وبعد المدرسة ينتقلون إلى مراكز خاصة بأنشطتهم.ü مدارس الصم وضعاف السمع: وهما مدرستان فقط، إحداهما للصم والأخرى لضعاف السمع، وتنظمان ثلاثة برامج هي: ما قبل المدرسة، برنامج الصفوف الخاصة، وبرنامج المرحلة الابتدائية. ويمكن لمن يجتاز منهم امتحان التعليم الابتدائي الالتحاق بالمدارس الثانوية العادية، بينما يتلقى بقية الطلاب مقررات في أسس القراءة والكتابة والحساب والحرف المنزلية والمهارات الاجتماعية. وبعد الرابعة عشرة من العمر تتاح لهم فرصة مواصلة التدريب المهني في المدرسة المهنية للمعوقين.ü مدرسة المكفوفين وضعاف النظر: وهي مخصصة للفئة العمرية من 3 سنوات إلى 18 سنة، وتطبق منهج التعليم الابتدائي، ومن يجتاز الامتحان يلتحق بالمدارس الثانوية العادية. أما أولئك الذين يجمعون مع فقدان البصر إعاقات أخرى كالصمم أو التخلف العقلي، فيوجهون إلى صفوف خاصة حيث يتعلمون أسس القراءة والكتابة والحساب والحرف المنزلية والمهارات الاجتماعية الأخرى. وبعد الثامنة عشرة يتلقون تدريباً مهنياً يؤهلهم للوظائف المفتوحة.ü مدرسة المشلولين: وهي للفئة العمرية: 5 سنوات إلى 18 سنة، ويلتحق بها أصحاب هذه الإعاقة القادرون على مواصلة التعليم، وبعد اجتياز امتحان التعليم الابتدائي يلتحقون بالثانوية العادية. ويتزود غالبية طلاب هذه المدرسة بمهارات الحياة اليومية وما قبل المهنية من خلال برامج خاصة.ü مدارس متلازمة داون: وتختص بتعليم مرضى الشلل المخي، ومرضى التوحد والأمراض العصبية الأخرى.ü مدرسة ذوي الإعاقات المتعددة: وتديرها إدارة رعاية المرأة الآسيوية، ومعنية بتقديم برنامج في التدخل المبكر لهذا النوع من المرضى، وتستقبل الأطفال من سن الولادة إلى الثانية عشرة.التعليم الخاصتقع مسؤولية التعليم بجميع أنواعه، وفي كل مراحله، على الدولة، وبجانب ذلك توجد بعض المدارس التي تتولى إدارتها جهات خاصة، وذلك مثل: المدارس الخاصة التي تقدم دروساً خاصة تساعد في اجتياز امتحان الشهادة العامة للتعليم، المدارس الدولية للطلبة الأجانب، وتتبع النظام الأجنبي في مناهجها، مدارس الجاليات لأبناء العاملين في البلاد، وتدرس مناهجها الوطنية.وتحدد جميع هذه المدارس معاييرها الخاصة للقبول والتسجيل، مع التقيد بأنظمة الوزارة كجهة معنية بتسجيلها والإشراف عليها.النشاطات غير الصفيةتهدف هذه النشاطات إلى ثلاثة أمور.الأول: الترويح عن التلاميذ.الثاني: تطوير روح الجماعة والقيم الاجتماعية والحضارية المرغوبة، مثل الإحساس بالمسؤولية.الثالث: تطوير الذات عن طريق تنمية الحس الجمالي وغيره من الصفات الشخصية المرغوبة.يبدأ الانخراط في النشاطات غير الصفية في الصف الرابع الابتدائي، والمشاركة في هذه المرحلة اختيارية. أما في المرحلة الثانوية فإن المشاركة إلزامية حيث على كل طالب أن يختار نشاطاً أساسياً واحداً على الأقل، وله أن يكون نشاطاً ثقافياً (كالجوقة العسكرية أو الرقص القومي) أو أن يكون نشاطاً بدنياً (ككرة القدم أو السلة) أو أن ينضم إلى نادٍ للهوايات (كنادي الكمبيوتر أو جماعة التصوير).الرسوم المدرسيةالدراسة مجانية في المرحلة الابتدائية. أما في المرحلة الثانوية فيدفع الطالب مبلغ خمسة دولارات سنغافورية في الشهر (حوالي اثني عشر ريالاً سعودياً). وهذا المبلغ له قيمة معنوية فقط، وهي تحسيس الطالب وأهله بأهمية طلب العلم وضرورة الحرص وبذل الجهد في تحصيله، ولذا فإن دفعه هذا الرسم تعبير عن حرصه وحرص أهله.ومع ذلك، فإن الأهالي يدفعون رسوماً أخرى تغطي جزءاً من كلفة المعدات والبرامج الخاصة التي قد تكون في مدارسهم. ويُعفى الطلبة المحتاجون من هذه الرسوم بعد أن يتقدموا لوزارة التربية مبينين عدم قدرتهم على دفعها.الصحة المدرسيةيتركز تقديم الخدمة الطبية للطفل منذ ولادته في المركز الصحي القريب من منزله، والخدمة الصحية المقدمة في المدارس قليلة، وأهمها:ـ وجود عيادة خاصة للأسنان في كل مدرسة ابتدائية، وهذه العيادة مجهزة بكرسي أسنان وأجهزة للتعقيم، وتديرها ممرضة مدربة تفحص جميع طلاب المدرسة مرة كل ستة أشهر (بمعدل 30 طالباً إلى 35 طالباً في اليوم) ويحضر إلى هذه العيادة طبيب أسنان مرة كل شهر لينظر في الحالات التي تحتاج إلى عناية أكبر، وقد يحضر الطبيب في أي وقت عندما تدعو الحاجة.وتستلم الممرضة مرتبها من وزارة الصحة، وليس لهذه العيادة أي نشاط آخر غير علاج الأسنان من الناحية العلاجية والوقائية، كما أن هذه العيادة تخدم المدارس الثانوية القريبة.ـ يوجد كذلك عيادات أسنان متنقلة على سيارات تقدم الخدمة لبعض المدارس الثانوية، وتقوم بذلك ممرضة مدربة.ـ لا توجد غرف خاصة للإسعاف في المدارس السنغافورية، ولكن توجد تجهيزات طوارئ في جميع المختبرات.ـ عند مرض أحد الطلاب يستدعى ولي أمره ويطلب منه عرضه على المركز الصحي، وعندما تكون الحالة إسعافية يستدعى الإسعاف.ـ يوجد فريق طبي يزور المدرسة مرة واحدة في السنة لفحص الطلاب في المدارس الابتدائية.ـ تقوم وزارة البيئة بإرسال مراقبين بشكل مفاجئ إلى المدارس بمعدل مرة إلى مرتين في العام، وذلك لفحص البيئة والنظافة والمقاصف... إلخ.ـ المقاصف المدرسية في مدارس سنغافورة كبيرة وجميلة ومقسمة إلى عدة دكاكين، لكل منها نشاط مختلف، مثل (مواد مكتبية ـ مشروبات ـ مأكولات) وتقوم المدرسة بتأجيرها إلى أفراد بأجور زهيدة، علماً بأن العاملين لديهم شهادات صحية من وزارة الصحة.ـ لا يوجد قسم خاص بالصحة المدرسية في وزارة التربية في سنغافورة، وتقدم التربية الصحية من خلال منهج صحي في المرحلة الابتدائية يقوم بتدريسه معلمو التربية الرياضية في المرحلة الابتدائية. أما الخدمات الطبية المقدمة للطلاب فهي مسؤولية قسم الصحة المدرسية التابع لوزارة الصحة.تقنيات التعليمـ تقوم إدارة المناهج بكتابة المادة الدراسية ثم تتولى الشركات الخاصة إخراج الكتاب وطباعته، وفي المستقبل ستقوم إدارة المناهج بتحديد مفردات كل كتاب، وتقوم الشركات بتأليف الكتب بناء على ما حدد من مفردات.ـ تتولى الشركات بيع الكتب الدراسية في الأسواق وذلك بعد الحصول على ترخيص من وزارة التربية والتعليم بحيث سيكون للمعلم حرية اختيار الكتاب الذي يراه مناسباً.ـ تقوم وزارة التربية حالياً بتجهيز المدارس بأجهزة للحاسوب وذلك للأغراض التعليمية ضمن خطة تهدف إلى توفير جهاز لكل طالبين، ويتم توزيع هذه الأجهزة في معامل وفي بعض الفصول، إضافة إلى توفير أجهزة حاسوب محمولة يصطحبها المعلم معه إلى الفصل وكذلك حواسب محمولة مستخدمة من قبل الطلاب.ـ يتم توفير برامج الحاسوب التعليمية المتاحة في السوق أو التي تنتج من قبل الوزارة، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص بالإضافة إلى توفير الاتصال بالإنترنت.ـ يتم تدريب معلمي المواد على استخدام الحاسوب بصفة عامة عن طريق إلحاقهم بدورات يقوّمها القطاع الخاص، ثم يعقب ذلك تدريبهم لاستخدام الحاسوب في تدريس المواد المختلفة، وتكون مدة التدريب حوالي 40 ساعة.ـ تشجـع وزارة التربيـة المعلمـين على اقتنــاء أجهــزة الحاســوب المحمولة حيث تدفع 40% من تكلفة الجهــــاز.ـ لا يتم تزويد المدارس بالوسائل التعليمية التقليدية كأجهزة التلفزيون والفيديو وأجهزة العرض والأجهزة الأخرى، بل تقوم كل مدرسة بشراء احتياجها من الميزانية المخصصة لها من قبل الوزارة، ويساعد ذلك على أن تتفرغ إدارة التقنيات للتركيز على تقنية المعلومات.الإعلام التربوي والعلاقات العامةـ تتولى إدارة الإعلام التربوي والعلاقات العامة إصدار نشرة كل ثلاثة أشهر مكونة من (20) صفحة، يطبع منها زهاء ثلاثين ألف نسخة توزع مجاناً على المعلمين في المدارس البالغ عددهم (22) ألف معلم، وتوزع البقية على الجهات الحكومية والخاصة بالدولة.ـ في مجال التلفزيون تقوم الوزارة بإنتاج عدد من البرامج التلفزيونية التعليمية، وتبث عبر القناة الأولى لسنغافورة، بحيث تلتزم الوزارة بدفع مبلغ يزيد على مليون ونصف مليون دولار سنغافوري لوزارة الإعلام نظير بث هذه البرامج بمعدل أربع ساعات يومياً خلال أيام الدراسة.المراجعـ فائقة الصالح ـ التعليم في دول جنوب شرق آسيا ـ البحرين، وزارة التربية والتعليم ـ 1999م.ـ تقارير وزارة المعارف السعودية.ـ موقع وزارة التربية السنغافورية على الإنترنت.ـ الدليل التعريفي للتعليم العالي في سنغافورة «من مطبوعات السفارة السنغافورية».ـ الموسوعة العالمية.تكنولوجيا التعليم في سنغافورةبعد حصول سنغافورة على الاستقلال عام 1965، تم إعداد الخطط لاستخدام تكنولوجيا التعليم بعناية فائقة والبدء بخدمة التلفزيون التعليمي باستخدام راديو وتلفزيون سنغافورة وبإشراف وزارة التربية عام 1966، وكان لهذه الخدمة مرافقها التسجيلية الخاصة بها.وكان يجب تزويدها بالقوى البشرية في مجالات الكتابة والإنتاج والرسم والتصوير وعلم السينما والدعم الفني. وقد خطط لها لتكون خدمة تعاونية، تجمع المختصين علمياً مع المذيعين، الطلبة والمعلمين. وكان مقرراً أن تخضع برامج التلفزيون التعليمي للتقويم المستمر للتأكد من نوعيتها وملاءمتها. وتم دعوة مستشارين وخبراء من الخارج لتقديم تدريب داخلي في سنغافورة. وقد تم اختيار مجموعة من المعلمين والمحاضرين من كلية تدريب المعلمين لتدريبهم على كتابة النص والإخراج والتقديم بمساعدة المركز الثقافي البريطاني ومركز التلفزيون التعليمي فيما وراء البحار (CETO)، كما تم إعداد أول عشر حلقات في برنامج التلفزيون التعليمي للصفوف الأول والثاني الثانوي، بالتعاون بين بعض المختصين علمياً من وزارة التربية ومؤسسة تدريب المعلمين والمركز الثقافي البريطاني. وبعد ثمانية أشهر من التدريب المكثف والتحضير تم بث أول برنامج في كانون الثاني 1967، لقد كان الهدف من البث التلفزيوني للصفوف الثانوية الدنيا هو تقديم نموذج للتعليم في الرياضيات الحديثة والعلوم واللغات والأدب والدراسات الاجتماعية. حيث كان هناك نقص كبير في المعلمين في المدارس الثانوية. وقد ساعد استخدام التلفزيون التعليمي على مشاركة المدارس المتنوعة لغوياً بـ«المعلم الماستر» (Master Teacher) من أجل تحقيق العدالة، حيث كانت البرامج تذاع باللغات الأربع : الإنجليزية والماليزية والصينية والتاميلية.لقد تم إعداد ثلاثمئة برنامج في السنة الأولى من البث. وكان البث يستمر من الساعة 50:7 صباحاً حتى 30:5 مساءً من الإثنين حتى الجمعة. أما في يوم السبت فكان البث يتوقف في الحادية عشرة والنصف صباحاً، ومن أجل تجاوز عقبة جدولة الصفوف كان البرنامج يبث ست مرات.لقد تبين من استمارات التقويم التي كانت تجمع كل أسبوع من خلال عينة عشوائية (مدرسة من كل أربع مدارس)، أن عدد المستفيدين من البث، ارتفع من 49000 في الفصل الأول للبث إلى 67000 طالب وطالبة في الفصل الثالث للبث، ويشكل هذا العدد 81% من الطلبة في الصف الأول والثاني الثانوي. لقد كان ذلك مشجعاً، وخصوصاً إذا ما علمنا أن وزارة التربية قد زودت كل مدرسة بجهاز تلفزيون واحد فقط.في عام 1970، بدأ التلفزيون التعليمي عدة مشروعات مبنية على المتطلبات الوطنية للتعليم. وكان أحد هذه البرامج لتدريب القوى العاملة للصناعة المتنامية، وقد تم تطوير هذه البرامج بالتعاون مع دائرة التعليم التقني وبإرشاد من خبراء اليونسكو، وفي عام 1975 تم إدخال نظام الفيديو التعليمي لتعزيز البرامج التعليمية، واتضح أن البرامج التعليمية المتلفزة هي أسرع وسيلة لتعريف المدرسين برزم المناهج الجديدة وكيفية استخدامها. ومن هنا فقد انتقل تركيز التلفزيون التعليمي إلى برامج تدريب المدرسين، إذ أصبح من المهم جداً تدريب المدرسين على كيفية استخدام أشرطة الفيديو التي باتت جزءاً من رزم المنهاج. كما أصبحت البرامج التعليمية المتلفزة أكثر جاذبية حين أضيفت إليها الألوان في منتصف عام 1983، وتعلم المدرسون كيف يدمجون هذه البرامج بالدروس التي يقومون بتدريسها. كما تعلموا كيفية إيقاف البرامج للقيام بحل التمارين، أو تجميد الصورة، أو إعادة لف الشريط واستخدام البرامج بما يتلاءم وحاجات التلاميذ الفردية.يعزى ازدياد الإقبال على استخدام البرامج التعليمية المتلفزة بشكل أساس إلى حقيقة كون البرامج التعليمية، في تلك الفترة، أكثر ارتباطاً بالكتب المدرسية والوسائل السمعية البصرية المكملة للمنهاج. وقد تم تطوير تلك البرامج وفق احتياجات رزمة المنهاج الواحد، وليس وفق تسلسلها كحلقات للبث التلفزيوني.كما يعزى سبب ازدياد الإقبال على هذه البرامج لعامل آخر مهم، وهو أن الفريق المعني بتطوير المناهج، كان يقوم مباشرة بنشر كل وحدة منهاج يتم تطويرها. وكان أعضاء الفريق يذهبون للمدارس لإدارة ورش العمل المقامة فيها، ومساعدة المدرسين في استخدام المواد بفاعلية أكثر، كما كانوا يستخدمون البرامج التعليمية المتلفزة في تدريبهم. وكان منتج البرامج التعليمية أو اختصاصي وسائل الاتصال، يشكل جزءاً من هذا الفريق، وهكذا كان يتم إرشاد المدرسين إلى أهمية هذه البرامج في زيادة فاعلية العملية التعليمية والتعلمية.تكنولوجيا التدريسظل تدريس تكنولوجيا التدريس ولمدة عشر سنوات (من عام1975 وحتى عام 1985)، يقدم كجزء من برنامج تطوير المعلمين أو برنامج المدرسين الذي تستغرق دراسته مدة (90) ساعة. وتم تعريض المدرسين أو الطلاب المتدربين، والذين يدرسون المرحلة الابتدائية والمرحلة الثانوية طيلة الفصل الدراسي الذي تستغرقه الدراسة، لمهارات مهنية عامة، كما تم تدريبهم عليها أيضاً.واشتملت هذه المهارات على عمليات مثل تشخيص وتصميم وعرض، وتقويم الدروس ووحدات الدروس في مختلف المواد الدراسية.التعليم المبني على الحاسببدأت مؤسسة تطوير المناهج عام 1989 بتدريب مُدرّسي المرحلة الابتدائية على أساليب التعلم المبني على الحاسب (CBL)، وكان يمكن للمدارس الثانوية المهتمة بهذا النوع من التعلم أن تطلب من المؤسسة تدريب مدرسيها أيضاً.كما قامت المؤسسة عام 1987 بتفحص فاعلية أشكال التعليم المبني على الحاسب ودراسته بالنسبة لتعليم مادتي اللغة الإنجليزية والعلوم في مدرستين ثانويتين. ووجدت المؤسسة أن البرامج الجيدة تبشر بالنجاح.يوجد خمسة أشكال من التعلم المبني على الحاسب وهي:- لمراجعة موضوع دراسي تم تعلمه مسبقاً.- لتقديم موضوع دراسي جديد.- للحصول على المفردات.- لتعلم مهارات حل المشكلات ومعالجة المعلومات.- استخدام منسق الكلمات لتعلم القواعد اللغوية والكتابة.مشروع ربط المدرسةهو عبارة عن نظام شبكة حاسب يربط مقر الإدارة العامة للوزارة بجميع المدارس، وقد تم إقرار هذا النظام عام 1984، وبلغت ميزانيته (17.84) مليون دولار.ويمكن تطبيق مشروع ربط المدرسة في مجالات سبعة هي:- نظام التعامل مع التلميذ.- النظام المالي.- نظام المكاتب.- نظام ترتيب جداول الوقت.- نظام المفردات المجمعة الخاصة بالمدرسة.- نظام المكتبات.- نظام الجرد.

بتصرف من:المجلة الثقافية ـ الأردن 1996.عرض كتاب: (25 عام في استخدام تكنولوجيا التعليم في سنغافورة. ترجمة: د. أحمد الحسبان.