/

مقالات ودراسات

أحــوال المربيــن

من بيداغوجيا الأهداف إلى المقاربة بالكفايات


لقد ساهم التدريس بالأهداف في تحقيق عدة مكتسبات هامة، منها :

-        وعي الأساتذة بضرورة تحديد هدف كل نشاط تعليمي/تعلمي بشكل دقيق.
-        ترجمة محتويات التدريس إلى أهداف ووضع خطط دقيقة لتحقيقها.
-        تصنيف الأهداف إلى معارف ومهارات ومواقف.
-        ضبط عملية التقويم سواء تعلق الأمر بالتقويم التكويني أو التقويم الإجمالي.
-        استثمار أدوات ووسائل جديدة للتقويم.
-        طرح إشكالية الجودة والفعالية والمردودية من منظور جديد.

وقد برزت، رغم هذه المكتسبات، بعض النقائص  للتيار السلوكي، نذكر منها :
-        بروز علاقة ميكانيكية بين المثير واستجابة التلميذ، في إطار البحث الحثيث عن سلوكات قابلة للملاحظة.
-        تجزيء وحدا ت التعلم إلى مكونات متعددة، تتمثل في ما يسمى بالأهداف الإجرائية مما أدى إلى تفتيت البنية العقلية للتلميذ.
-        انعدام التلاؤم بين المكتسبات المدرسية وما يتطلبه حل المشكلات التي تصادف التلميذ في حياته العامة. مما يحول دون استثمار هذه المكتسبات في سياقات مختلفة.

وانطلاقا من الإكراهات الناجمة عن هذه النقائص، انصب اهتمام الباحثين على طرق جديدة للتفكير والعمل. فظهر مفهوم بيداغوجيا الإدماج، والمقاربة بالكفايات كشكل من أشكاله.

في تحليلنا لمختلف التعاريف التي قدمت للكفايات وجدنا أنها تتأرجح بشكل عام، بين الفهم السلوكي (البيهافيوري Behavioriste) والفهم الذهني (المعرفي Cognitiviste).
ذلك أن بعض الأعمال والبحوث تذهب إلى تعريف الكفاية باعتبارها سلسلة من الأعمال والأنشطة القابلة للملاحظة، أي جملة من السلوكات النوعية الخاصة (خارجية وغير شخصية) وينتشر هذا التفسير بالأساس في مجالين :
-          التكوين المهني.
-          وفي بعض الكتابات المتعلقة ببيداغوجية الأهداف.
في حين ينظر إلى الكفاية تارة أخرى كإمكانية أو استعداد داخلي ذهني غير مرئي   Potontialité invisible  من طبيعة ذاتية وشخصية، وتتضمن الكفاية حسب هذا الفهم وحتى تتجسد وتظهر عددا من الانجازات (الأداءات Performance)
لكن الاتجاه الذي تبنيناه في دراستنا هذه حول الكفايات في التعليم، يندرج بشكل عام ضمن هذا المنظور الأخير والذي يعتبرها قدرات عقلية داخلية ومن طبيعة ذاتية وشخصية.
الكفايات هي قدرات مكتسبة تسمح بالسلوك و العمل في سياق معين ، ويتكون محتواها من معارف و مهارات و قدرات و اتجاهات مندمجة بشكل مركب . كما يقوم الفرد الذي اكتسبها ، بإثارتها و تجنيدها و توظيفها قصد مواجهة مشكلة ما و حلها في وضعية محددة .

وجدنا في تحليلنا لمختلف التعاريف التي قدمت للكفايات ، أنها تتأرجح بشكل عام ، بين الفهم السلوكي ( البيهافيوريالفهم Cognitiviste الذهني  المعرفي و  Behavioriste ).