/

مقالات ودراسات

أحــوال المربيــن

قطاع التربية يشهد غليانا بسبب ”الإجحاف والحڤرة”

عاش قطاع التربية، أمس، على وقع إضرابات كثيرة مست مديريات التربية والمتوسطات والثانويات، شارك فيها حتى المدراء والنظار، ما أدى إلى شلل 74 بالمائة من المؤسسات التربوية، في الوقت الذي شلت فئة الأسلاك المتشركة 66 بالمائة من المؤسسات، تعبيرا عن سخطهم حيال ”تجاهل” الوزارة الوصية مشاكلهم المهنية الاجتماعية في ظل ”إجحافات” القانون الخاص، مهددين بالتصعيد خلال الأيام المقبلة بمشاركة عدة أسلاك أخرى.

وسجلت اللجنة الوطنية لمديري ونظار الثانويات المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في اليوم الأول من الإضراب، هبة قوية من طرف هذه الفئة، تعبيرا عن رفضها لما تضمنه المرسوم 12/ 240 المتضمن القانون الأساسي المعدل من ”إجحاف وظلم، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسير الثانويات وتحقق النتائج المرجوة في ظل هذا الإحباط الشديد الذي أصاب هذه الفئة”. وأكدت اللجنة الاستجابة الواسعة للمديرين والنظار، حيث مس الإضراب مختلف المؤسسات التربوية عبر التراب الوطني  بتحقيق نسبة 74.20 بالمائة، في ظل إصرار مديري ونظار الثانويات للذهاب بعيدا في حركاتهم الاحتجاجية حتى تحقيق المطالب المشروعة. وشلت التنسيقية الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية التابعة للنقابة الوطنية لعمال التربية 66 بالمائة من المؤسسات التربوية، رغم التهديد الصادر من قبل الإدارة التي لجأت إلى إحضار طباخين من المطاعم البلدية لكسر إضرابهم في تيبازة مثلا، والتي سجلت بها نسبة استجابة وصلت إلى 100 بالمائة، في ظل الاعتداءات الجسدية بتبسة، حيث اعتدى مقتصد على أحد المضربين. ورغم ذلك يرى ممثل النقابة، عبد الحق آيت حمودة، أن الإضراب نجح، وينتظر أن يتم تصعيده اليوم في عدة مؤسسات تعليمية ومعاهد ودواوين ومطابع الدواوين بسبب عدم تجاوب المسؤول الأول عن قطاع التربية مع مطالبها، وتحججه بأنها بيد مصالح الوزارة الأولى.

وأعلنت اللجنة عن خروج العمال المنتمين لـ14 سلكا إلى الشارع في احتجاجات اليوم أمام مديرية التربية ضد ”سياسة إنتاج الفوارق الاجتماعية، وسياسة التهميش والإقصاء التي تعتمدها الوصاية تجاه هؤلاء العمال”، والذين خرجوا في مختلف الولايات التي حققت استجابة قوية في الإضراب، على غرار غيلزان التي حققت نسبة 76 بالمائة، سطيف 78 بالمائة، بجاية 90 بالمائة، والشلف 30 بالمائة، والعاصمة 48 بالمائة.

ويتنظر أن يتم التصعيد في الاحتجاجات في قطاع التربية بعد أن دعت الـلجنة الـوطـنية لمـسـتـشاري الـتـربـية التابعة لـ”الانباف” إلى اعتصام في 26 فيفري الجاري، الصمت التام ضد سياسة اللامبالاة التي تطبقها الوصاية إزاء فئة مستشاري التربية وذلك بعدم ردها على مطالب وانشغالات هذه الفئة من خلال إجراءات ملــمــوسة في الــــواقـــع، واعتصام آخر في 3 مارس المقبل. ودعت هذه المرة إليه اللجنة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية في ظل الغليان والتدني الشديد للقدرة الشرائية، وتهميش فئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية من طرف السلطات، وعدم إنصافها رغم الدور الكبير الذي تقوم به هذه الفئة في المؤسسات التربوية، ونتيجة لتجاهل السلطات وعدم أخذ مطالب هذه الفئة المظلومة بجدية مما ينذر بانفجار شديد.

غنية توات

.. ويتمسكون بالاحتجاج أمام 

مقر المديرية لثلاثة أيام بتيبازة

جدد نظار ثانويات تيبازة أمس، وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر مديرية التربية للمرة الثانية، على أن تتواصل غدا الأربعاء، استجابة للبيان الوطني رقم 01/ 2013 بتاريخ الثاني فيفري الجاري، والذي تحصلت ”الفجر” على نسخة منه، للمطالبة بإعادة النظر في ما وصفوه بالقانون المجحف في حقهم، خاصة ما تعلق بتصنيفهم من أستاذ إلى رتبة تليق بهم كنظار وعن طريق المسابقة، أي من رتبة 14 إلى 16 وطموحاتهم من جهة ثانية، فيما يخص الترقية الآلية إلى رتبة مدير عوض البقاء نائبا للخير لعدة سنوات، تضيف الرسالة المفتوحة التي بعث بها هؤلاء إلى وزير التربية الوطنية بتاريخ 18 فيفري الجاري.

واعتمادا على البيان الوطني للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، قال النظار المحتجون والمتمسكون بالوقفة الاحتجاجية لثلاثة أيام، منذ صبيحة أمس، على أن تتواصل إلى غاية غدا الأربعاء، أمام مقر المديرية، إن نسبة الاحتجاج فاقت 90 في المائة عبر 30 ثانوية بتيبازة، مثلما أكده الأمين الولائي لـ”انباف” بدليل حضور 26 ناظرا أمام مقر المديرية  من أصل 30 ثانوية أغلبها معنية بالإضراب، وحوالي 10 مديرين انضموا إلى الوقفة الاحتجاجية للمطالبة بالحقوق، ومواصلة الوقفة الاحتجاجية، لحرمانهم من الترقية إلى رتبة 16، وبقاءهم دائما نوابا للمدراء، مقارنة بالأساتذة الآخرين الذين استفادوا من الترقية، رغم أن الكثير منهم لا تتعدى خبرتهم 20 سنة وأكثر، مشيرين إلى أن نسبة كبيرة من النظار لم تتم ترقيتهم رغم أن البعض منهم مقبلون على التقاعد.

من جهتها، وصفت مديرة القطاع لولاية تيبازة، الوقفة الاحتجاجية للنظار ومديري بعض ثانويات تيبازة أمام مقر الولاية، عوض اكتفائهم بالإضراب على مستوى ثانوياتهم للمطالبة بحقوقهم إن كانت شرعية، بأن الأمر يتجاوزها، مادام أن المشكل وطني ويهم سوى الوزارة الوصية.

محمد. ن...جريدة الفجر 18/02/2013